الروائي الجزائري أحمد لعروسي رويبات :صناعة الرأي العام بين مطرقة الأنظمة الحاكمة وسندان الاعلام والاتصال الجماهيري.


صدر مؤخرا كتاب تحت عنوان" صناعة الرأي العام بين مطرقة الأنظمة الحاكمة وسندان الاعلام والاتصال الجماهيري " عن دار الإرشاد للنشر والتوزيع في حلة جيدة إخراجا ومضمونا ، لمؤلفه الكاتب السياسي الروائي/ لعروسي رويبات احمد ، فالكتاب من الحجم المتوسط 176صفحة وهو مسجل تحت رقم الإيداع القانوني 2606-2015/ ، ردمك4-44-955-9947-978 ISBN ، تضمن مقدمة و ثمانية مطالب في ثلاثة مباحث تناولت على التوالي :
فقد تناول المبحث الأول أثر الأنظمة الحاكمة في صناعة الرأي العام وتوجيهه حيث أصبحت صناعة الرأي في عصرنا الحديث ميدانا للصراع القائم بين الأنظمة الحاكمة وشعوبها ويتمثل الصراع هنا في التنافس على من يملك وسائل الصناعة ليتحكم في توجيه مجموع الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي عادة ما تكون هي محصلة الصراع القائم بين الأنظمة وشعوبها وتمثل بدورها المادة الخام التي تشغل حياة الناس اليومية و عندئذ تكون صناعة الرأي مبعث الشهرة والانتصار أو سبب التهميش والانكسار .
كل هذا دفع المؤلف إلى الإجابة على بعض الأسئلة التي أصبحت تطرح هنا أو هناك حول أثر الأنظمة الحاكمة على صناعة الرأي العام وتوجيهه في مختلف مكونات جمهور المجتمع وعلاقتها بصناعة الرأي هذه الصناعة التي يرى المؤلف أنها جاءت كضرورة ملحة لمؤازرة هيئات الخدمة العامة حيث تنفخ في الروح المعنوية فتؤثر فيها إيجابا أو سلبا في صناعة وتوجيه الرأي العام ،وقد أخذ المؤلف شواهد حية عن الجزائر متعرضا إلى محاولة النظام صناعة رأي عام يقبل بفكرة الدستور التوافقي وإلى موقف أحزاب المعارضة من الدستور ومحاولتها صناعة رأي عام يقبل بفكرة التغيير على قاعدة أرضية تنسيقية التغيير والانتقال الديمقراطي وغيرها من المبادرات الفاشلة التي حاولت أحزاب المعارضة أو أحزاب الموالاة تسويقها للرأي العام .
بينما تناول المبحث الثاني صناعة الرأي كأداة لثقافة التواصل بين الأنظمة وشعوبها
باعتبارها ظاهرة صناعة لرأي عام جمعي وهي ظاهرة معقدة مختلفة الأطوار في تكوينها تحت مؤثرات سيكولوجية ترجع إلى طبيعة الفرد نفسه والى طبيعة الجماعة التي تؤطرها و تؤثر فيها انطلاقا من الفرد الى الجماعة السياسية الحاكمة او المعارضة وفي علاقتها بمؤثرات المحيط البيئي على المستويين الداخلي والخارجي .
ومن هنا تبرز مجموعة القيم والمعايير الثقافية ووسائل الإعلام التي ستساهم كلها مجتمعة او منفردة في صناعة الرأي وتتحكم في مساره وتوجهه ، وقد ذهب المؤلف إلى إعتبار صناعة الرأي العام من الوظائف الهامة والأساسية التي تقود إلى إدارة وتنشيط الحوار بين مختلف مكونات المجتمع حيث تتفاعل الآراء وتحتك كمحصلة لأراء جماعة المؤدين والمعارضين على السواء ولا يشترط عندئذ في الرأي العام أن يكون رأيا أجماعيا أي أنه لا يشترط أن يتوفر الإجماع التام بين أفراد الجمهور، ذلك أن الإجماع العام يكون في اغلب الأحيان مبنيا على العرف والتقاليد والعادات وأما الرأي العام فأساسه الحوار والنقاش واحتكاك الأفكار وتفاعل الآراء كهدف لصناعة رأي عام يقبل بفكرة ما حول قضية ما ومن هنا تأتي صعوبة تحليل صناعة الرأي إلى أجزائها تحليلا بسيطا بل تتداخل مجموعة من العوامل والمؤثرات التي ستقود حتما إلى صناعة رأي يقبل بفكرة التغيير أو بتثمين وترسيخ سياسة الوضع القائم.
أما المبحث الثالث من الكتاب فقد تعرض فيه المؤلف لدور وسائل الإعلام والاتصال الجماهيرية في صناعة الرأي العام وعلاقتها بالجمهور المستقبل ولاشك هنا إلى أن الإشارة إلى دور وسائل الإعلام الاتصال الجماهيرية بمختلف أنواعها وتنوع قنواتها أهمية بالغة الأثر لما تلعبه هذه الوسائل من دور رائد ومحوري في صناعة الرأي العام وفي تحريك المجتمع للتفاعل حول موضوع ما إيجابا أو سلبا و قد ساق المؤلف بهذا الخصوص شواهد كثيرة ، كالحروب التي كانت قديما ولازالت كذلك لا تقوم الاّ بعد تدخل وسائل الإعلام والتواصل لصناعة رأي عام يقبل بفكرة تغيير الوضع القائم عن طريق القوة العسكرية أو عن طريق التغيير السلمي إذ تقوم فيه وسائل الاتصال الجماهيرية والإعلامية بشحن العقل والعاطفة وإثارتهما عن طريق الصورة المؤلمة المثيرة للشفقة أو البطولة ويكون عندئذ رد فعل المجتمع بالقدر المطلوب ، وقد أوضح المؤلف هنا أنه من بين الوسائل التي يتم من خلالها صناعة الرأي والمتعددة في نوعها وفي تداخلها عددا مهما حصرها في الأحزاب السياسية ، وسائل الإعلام بمختلف أنواعها ، مواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني ، جماعات الضغط، الخطاب الديني، الاحتجاجات والإضرابات والندوات والا عتصامات الشعبية ، المنتديات والحوارات، ضاربا أمثلة من الواقع الحي لما حدث ويحدث حاليا في عدد من الدول العربية التي تعدّ فيها صناعة الرأي العام بين مطرقة الأنظمة الحاكمة الإعلام والاتصال الجماهيري وقد خلص المؤلف في كتابه هذا إلى الإشارة إلى جملة من حصص الرأي العام التي جاءت على إثر القنوات الخاصة في محاولتها إثارة إشكالية صناعة الرأي العام كأحد أهم متغيّرات العصر من خلال ما توفره صناعة الرأي العام لأنظمة الحكم من أدوات الضغط على شعوبها في الدول التي تعاني أزمة ثقة بين أنظمة الحكم والشعوب وقد لاحظ المؤلف في بحثه هذا أن صناعة الرأي العام أصبحت بمثابة خطاب استهلاكي يسوق بواسطة وسائل الإعلام والاتصال التي أصبحت بدورها بيده الأنظمة الحاكمة والشركات العملاقة المتحكمة والمسيطرة على صناعة الرأي وتوجيهه بهدف إثارة العقل وإشباع العاطفة لأعظم شرائح المجتمع المتنوع الثقافة الجماهيرية التي هي بدورها تعاني من عدم الدقة والموضوعية في صناعة الرأي العام الذي يقبل بفكرة التغيير الإيجابي نحو ثقافة عالمية لا تقبل بالرأي والرأي الأخر على أساس المقاربة التكاملية بين الأنظمة الحاكمة وجمهور الشعوب من أجل إقامة مؤسسات تستهدف المساواة بين جميع أفراد المجتمعات ولا تساهم في إزالة المعوقات التي تحول دون المشاركة الفعلية والفعالة للأفراد في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية دون تمييز في الجنس واللون وفقا للقيم والعادات والتقاليد التي تمييز هوية مجتمع معين . أملي أن يجد القارئ الكريم في الكتاب ما يطيب خاطره ويثير شهيته للتقييم والنقد إثراء للطبعة الثانية من الكتاب .

للأمانة : منقول
 المصدر 

تعليقات

المشاركات الشائعة

النفاق الاجتماعي: الذكاء التافه للجبناء ،،،،

القانون ينصّ على تعليق العلم الوطني فوق مقرات البنايات التي تؤوي مصالح الهيآت ذات السيادة: التقسيمية الفلاحية لدائرة عين كرمس بتيارت لم يعلق فيها العلم الوطني

عين كرمس انفو تنفرد و تنشر دليل ولاية تيارت الماخوذ من دليل الجمهورية