رسالة معاناة معلمة إلى وزيرة التربية و التعليم #بن_غبريط بمناسبة ذكرى #01_نوفمبر_1954 المجيدة

هل تعلمين يا سيادة الوزيرة ان جل الأساتذة يفكرون في التخلي عن مناصبهم (عن أستاذ الابتدائية أتحدث)
هل تعلمين ماسبب ذلك ساعدد بعض الأسباب لك، و على قارئ رسالتي يتخيل نفسه مكاننا:
نحن من نحرس في الساحة و المطعم و المرحاض، وإذا مرض تلميذ في القسم نأخذه الى المستشفى، ثم إلى منزله لأن مدارسنا تخلو من العيادات.
نحن من لا قاعة لنا فالمعلم يجلس  في وقت فراغه في المطعم وأثناء الاجتماعات نجلس في الأقسام في طاولات صغيرة اكثر من ساعتين لأن مكتب المدير ضيق.
نحن اساتذة الابتدائي الوحيدون من يفرض عليهم تزيين القسم وشراء اقلام السبورة أحيانا ،إضافة إلى طبع الأوراق والجوائز من مالنا الخاص، لأن مدارسنا لازالت تابعه للبلديات والكل يعلم حال البلديات.
فكرت في التخلي عن منصبي لأني وجدت نفسي أمام 41 تلميذا ومنعنا من الكتابة في كتاب الرياضيات فصار التلميذ يتفرج على الصور  ويعبر في حصة الرياضيات والمعلم يبحث عن البديل دوما تارة يطبع تارة يكتب بيده واحيانا يلجأ إلى الملموس.
فكرت في ذلك لأني قسمي فيه نوافذ على طول الجدار يمينا و يسارا والتلاميذ الذين يجلسون في حافتي الصف الأول والرابع لا يرون ماكتب على السبورة فصرت اكتب كل شيء مرتين حتى اكاد اهلك من التعب.
فكرت في الاستقاله  لأني أحس ان استنفذت كل الطرق والوسائل لكنجل التلاميذ لم يميزوا بين الحروف والارقام لأنك في برنامجك لم تراعي الفروق الفردية هو برنامج للأذكياء فقط اما المتوسط والضعيف يتفرج فقط.
فكرت في ذلك لأني اعود محملة بقفة دفاتر اشرب قهوتي بسرعة لأنعزل في غرفة حتى منتصف الليل غارقة في التحضير والتصحيح والتفكري في طرق جديدة فلم تعد لي حياة شخصية العمل ثم العمل طول اليوم.
فكرت في ذلك لأنك اعطيتنا  برنامجا ولم تعطينا التكوين الكافي له.
فكرت في الاستقالة لأني اشعر في كثير من الاحيان اني احرم الطفل من حقه في اللعب والحركة تخيلي ممرات  بين الصفوف ضيقة محافظ لا تدخل في الدرج ادا تحرك اربعين طفلا هلا ادركت  حجم الفوضى التي تسود القسم.
فكرت في ذلك لأن الولي يهينني و المسؤلين عن القطاع يفاجؤنني بقراراتهم  الغريبة.
فكرت في التخلي عن عملي لأن الكل يتكلم عن الأجرة والعطل ولا يدرك شيئا مم يعانيه  المعلم  في المدرسة الابتدائية .